حاتم علي في جنوح الغيم


حاتم علي في جنوح الغيم

بقلم الدكتور أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى

< ولأنه ابن الريف الجبلي المعانق للغيم فقد استعار أديبنا الصحفي الكاتب »حاتم علي« عنواناً لمنشوراته الأدبية يحاكي بها الطبيعة الخلابة في و»صاب ا« وما »الدن« مركز المديرية إلا لعلوه ودنو الغيم منه وهذا أحد التفسيرات لمناحي »جنوح الغيم«..

يجنح إليه الغيم أي »الدان« فيداعبه ويمطره بوابل غزير حتى إذا الأمس جنوح الغيم اشتدت وربت وانبتت من كل زوج بهيج..

ولأن الإنسان ابن بيئته فأديبنا ابن تلك الطبيعة الساحرة الخلابة المتعددة الأطياف والألوان..

وهو كذلك انعكاس لكل تلاوين هذه الطبيعة يحمل بين جوانحه عاطفة جياشة مترعة بمشاعر فياضة نسج منها غيماته أحاسيس حباً وجمالاً.. بكل ما اشتملت عليه من الدفئ والحيوية، ولأشواق، واللوعة والهيام، والأحلام، والآهات، والأمل، والألم، والخيال، والحب..

وهذه العبارات كلها وردت على لسان الكاتب في سياق كتابة »جنوح الغيم«..

والكاتب يحدق في الأفاق بفضاءات العمر وبين حقول الحياة ومساحاتها المشرقة ومساءات غروبها يضاحك الزهور يناغي الطيور، يداعب هففات النسيم، وعبق النسرين والرياحين وقد يدميه شوك الورد وقهر الصدود، والأبواب الموصدة وقد يتوسد في أحايين كثيرة المواجع التي لم تبارحه جراء عذابات حبه الموجع وفي حنايا حبه المتعطش للارتواء من طيفها الذي اعتبره غامضاً لا يقوى على الإفصاح..

لماذا لا يقوى على الإفصاح؟ لأنه ابن ريف تحكمه القيم وتشده أخلاق العيش وهو يعاني تحت وطأة الحياء والخجل الذان ربيا عليهما فربت في قلمه تعبيرات الغموض عن خلجات النفس فازدانت منشوراته الأدبية وجعلت من الغموض بلاغة أدبية تمثل أسلوباً إبداعياً جميلاً..

وما أحسب أديبنا »حاتم علي« بهذه المحاولة الأدبية إلا قدره فائقة وواعده ينبئ مداد كلماتها بحدائق وجدان ذات بهجة تزهو بها النفوس وتحف بها الأبدان..>

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مخاليف وعزل وصاب العالي

امثال وحكم شعبية من وصـــــــــــاب

قبة الرجامه بني عبدالله