بعيدون عن الوطن.. قريبين من همومه





بقلم/هلال الحليقي

عندما تشكلت في نفسي بوادر أولى لعمل شيء ما خدمة لهذه المنطقة كنت مدركاً أهمية الطرح الإيجابي للتعليق على الهموم التي يعاني منها الناس في قرانا ومناطقنا المختلفة في وصاب كلها.. وكانت الحكاية الأولى التأكيد من حيث المبدأ على فضح الفاسدين وتعريتهم عبر تلك الأعمال التي يسهمون في تعثرها في عديد من المستويات الخدمية داخل المنطقة فكانت إشاراتنا في هذا الصرح الإلكتروني لعدد لا بأس به من قضايا الناس فكان تعرضنا للكهرباء »بني مسلم« والتعريج على الآلة المتوقفة في منطقة »الديادير« وعدة مناطق من نفس المخلاف وطرح تساؤل صريح حول هذه المواضيع التي صنعتها أيادي العابثين والمقامرين بقضايا الناس، وعندما أصبح لزاماً علينا رسم خارطة جديدة لقضايا المجتمع الذي نعيش فيه أدركنا عديد من الأمور التي التي تحتاج إلى فتح بوتقة جديدة من شأنها التبصير لكل ما علق في ذهن الناس من تساؤلات.. وعليه فنحن هنا في موطن الاغتراب نحمل بين جوانحنا هماً غائراً يمتد إلى كل قرية من قرى وصاب من »بني حطام« حتى »بني الحداد«، و»جُعر«، و»نقذ«، و»القائمة« و»القدمة«، و»بني شعيب« و»بني سواده«، و»بني علي«.. وكل زاوية في هذه المنطقة التي حرمت كثيراً وما تزال في ظل الواقع الأكثر إشراقا عند غيرنا مثاراً الطرح أنماط وأشكال عديدة من أبرز الهموم.. أذن كيف ينظر المسئولون في وصابين إلى تعثر كثير من المشاريع.. ثم لماذا لم يقم المجلس المحلي بشق طرقات جديدة في إطار المكان.. وخذ مثالاً لوصاب العالي في جزء من بني الحداد »منطقة العُتب« هذه المنطقة التي شكا أناس كثيرون من عدم وصول أدنى الخدمات إليها.. بل لا أحد يسئل عنها مطلقاً. وعرج على بني مسُلم وأخذ منه مناطق نزح السكان منها جراء عدم توافر الطرقات والخدمات جُلها من تعليم، وصحة وغيرها إذن لا غروا إذا قلنا أننا نعاني في وصاب عدم تأكيد مهمة الحب لهذه الأرض.. فمن أوكلت له مهام في سياق حياته فكر بنفسه وشد رحاله في اتجاه المدينة يحمل هم ذاته وغير مبالياً بالناس ثم أن شكل المتابعين عندما ينتظرون هذا المسئول فأنهم أشبه بمتسولين في انتظار القادم من وهم هذا الزمن فيأتي هذا المسئول الذي كان بالأمس سارحاً أمام أغنامه وقد صُبغ بنمط جديد من الحياة ليصبح يكيل المواعيد لأبناء قراه القادمين من بيئة حالمة تبحث عن مدرسة ووحدة صحية تزيل أدران الحياة وكآبة الأيام.. ووحدهم من أوصلهم الجمهور إلى صناعة القرار بفضل أصواتهم ويصبح بعد ذلك انتصار القادمين مطالبين بالمشاريع الخدمية من بسطاء الناس راجعين إلى قراهم ليتجمع الناس بعد عودتهم قاصدين سؤالهم فيبادر القادمون بقولهم والله قابلنا »الرجال« ووعدنا إنشاء الله بعرض قضيتنا على المسئولين.. وأصبح مثل هذا الأمر بمثابة انتصار لتزيد الحسرة ويعلو الهم وتبقى فرضية أن الفساد في الروح وليس إلا زراعة تنمو في عقلية الفاسدين فيبدأ في قريته الصغيرة سارقاً لدجاج العجائز اللاتي حرمن متع الحياة فتتكون لدى انماط لدى هؤلاء الناس شكل جديد وبما أن الحياة تتطور فالفساد أيضاً يتطور وينمو وهكذا نراه واقعاً هناك في قرانا في وصاب نمطاً متوغلاً يصادر المشاريع ويزرع مكانها الوهم ولا شيء غيره. وخلاصة القول أننا هنا في الغربة بعيدون عن الوطن لكنه حاضراً في أحلام نومنا ويقضتنا وسنظل نسطر أحلامنا ونرسلها علها تشكل مدخلاً جديداً لآهات الناس لتحل بعضاً من مشاكلهم التي يعانون منها.. وتباً للفاسدين.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مخاليف وعزل وصاب العالي

امثال وحكم شعبية من وصـــــــــــاب

قبة الرجامه بني عبدالله