وصاب الغالية، والشوق للفردوس

عبده عبدالله محمد المفرع
تلظَّى لهيب الشوق في باطن الحشى **** وزادت بيا الأوجاع في الهجر والنّــــــــــــــوى
وحلَّت بيا الأحزان من هجر بلدتي **** فما طاب لي في غيرها المـــــــــــــاء والهــــوى
ومهما يباعدني الزمان أحبُّهــــــا **** تســـــافر أجسادي وروحي بهـــــــــا ثــــــــــــوى
وإن تُعشق الأوطـــــان ُطُرَّاً فإنمـــا **** وصـــــــــــابٌ هي عودي ولحمي به التـــــــــوى
****
بــــلادي سقاهـــا الله من حلَّ نيفها **** تهنـــَّــــى بطيب العيش من شهدها ارتــــــــوى
فصيفهــــــا فردوس، ومائهـــا زمـــــزم **** وأجوائهــــا إكليل للطيب قــد حـــــــــوى
شمــــاريخهــــــا شمَّـــــاء تعتنق السما **** وكسوتـــها الخضراء تنبي بمــــا خفــــــى
وقيعــــــــانها جنَّــــــات غنَّــــــاء حفَّهـــــا **** بساطٌ من اليــاقوت للغيد مرتعــــــــــى
وأثمــــــارها حمــــــراء بيضاء دانيـــــهْ **** وما خــــــاب من للزرع قد قام وانحنــى
****
وفي الفجـــــر هل يا صـــاح قد زرت موطنــي **** وأطربك العصفور والفل والشَّـــذى
وقد لاح نور الفجر من شاهق الجبل **** وتنكشف الحسنــــــاء وانبلج الضحـــــــــــى
هناك ترى واحــــــات لوحات بلدتــــــي **** مغازلة بالطيف في الصيف والصفــــــى
وفـــي الغاب مـــدَّ العين في منتهـــى الجبل **** ترى المـــاء والشلال والمعز والصِّبى
فتـــــأسرك الأشــــواق في سحــــر حينما **** تبــــادلت الرعيان باللــــحن والغنـــــا
****
فيـــــــا سائلي عنهـــــا وما الفرق دونهـــا **** مـــع أن أرض الله في رأينــــا ســـوى
ويـــا شانئـــي فيهـــا لمــــــاذا أحبَُهـــا **** مع أن فيهــــا العيـــش (بالكــــد والشقــــى)
فأرضـــــي هي أصلي وفيهــــــا (مغارمي) **** ومنهــــا أبي، والام في ثديهــــا الدوى
وفيهــــــا حبيب الروح الروح عنـــده **** رهينٌ، ومهمـــــا غبت..(قلبـــــي وما هوى)
إليهـــــــــا إلى الأحبـــاب يــــارب ردني **** أيا فالــــق الأصباح والحــــب والنـــــوى