صحيفة وصابين سيرة اعلامية للخروج من الصمت

تحميل الصحيفة العدد الثاني بصيغة PDF
من هنا
محمد غيلان البحشم
اكتمل الصمت وبلغت وصابين الجرح ومنتهى الغياب لتدخل مرحلة جديدة تتأرجح بين الصوت وصدى والصمت والبوح والغياب والحضور ..
منذ منتصف تسعينات القرن الماضي وحتى ذروة العقد الأول من الألفية الثالثة الجديدة ووصابين تصر على أن تحضر وتحاول أن تكون . إنها رحلة البحث عن كينونة وذات ونافذة ومتنفس في كذا إصدار ومطبوعة إعلامية ومنتدى وملتقي مثل جميعها تجارب تبعث الأمل وعجز جميعها أن يكون كياناً وإن كان في احد تمظهراته الشكلية جمعاً وتكتلاً ونحن بصدد العدد الباكورة من "وصابين" تناهي إلى المسمع والذاكرة وعدد لا بأس من رحيل التجارب الأولى الذي نعترف لأصحابها شاكرين بأنهم وضعوا "المداميك" الأولى للمشروع وقدموا نماذج رائدة لتجارب إعلامية جديرة بالتوثيق والاحتفاء .. لكن كل هذه المحاولات نجحت في شيء وأخفقت في أشياء فتعثر بعضها عند أول خطوة ومن أستطاع المضي أرتطم بكذا حجر عثرة على طريق المشروع الإعلامي وبعضها ولد خديجاً أو معاقاً ذاتياً لغلبة الانتماء الحزبي على الهدف الرسألي ولعوز في الخبرة وشحه الرصيد ما أدى إلى غياب المهنية وانعدام السمو في الكلمة والنبل في الوسيلة .
وها نحن نحتفي بمطبوعات وإصدارات صحفية حملت وصابين او نبتت في تربتها ثم اختفت كأي برق يلمع
ليتوارى ولأسباب قد نعلمها وقد نجهلها وتحضر من المحاولات "البشائر – المضمار – الشروق – بني حطام – صدى أبناء وصاب – مرايا وصاب " وعدا الأخيرة فإن الأخريات لم تكن بمستوى الطموح المنطقة وان هي استطاعت إن تحدث حراكاً إعلامياً وتربط تواصلاً لكن محدودية الخطاب وقزامة الورق وضآلة النسخ وكذلك محدودية مساحة البث والانتشار جعل منها أشبه بمنشورات مدرسية والمؤسف أكثر من هذه الترويسات وغيرها مما فات ذكره على ذاكرتنا ماتت في مهدها ولم تتجاوز عددها الصفر أو الأول في الغالب ويتواكب مع هذه التجارب مواقع الكترونية ولدت من شجون وصابين وحلمها الغائب البعيد وشكلت حضوراً أكثر وصدى أوسع انتشاراً ومما يستحق التوثيق والإشادة .. وهذه الأصوات الصاعدة من حنجرة وصابين نجحت ومازالت في التواصل والاتصال والحضور بقوة على نطاقات أبعد وأوسع لكنها تظل خارج سرب وفضاء المنطقة التي تفتقر أغلب عزلها وقراها للكهرباء ناهيك عن الشبكة العنكبوتية "الانترنت" وخدمات الإعلام الإلكتروني .. نحن في وصابين نحاول جاهدين للاستفادة من كل التجارب السابقة ونريد أن نكون صحيفة للجميع ونافذة يطل منها الجميع ويطل علينا الجميع صحيفة مستقلة تصل إلى كل بيت ودار وقارئ في وصابين وحيثما كانوا أو حطت بهم رحال الغربة والهجرات الداخلية ورياح الشتات والثنائي الزمني والجغرافي .. صحيفة تصلنا بعضاً ببعض .. نكتشف فيها وجودنا الحضاري ونسمع في جرسها الخفي دوي الصوت وروعة الصدى ، نحتفي فيها بنا وبأنفسنا قبل أن يحتفي الآخرون بناء صحيفة لا منشوراً ، صحيفة لا مطبوعة .. صحيفة في المبنى ، والمعنى ، فما أحوجنا ألان لنجلس إلى ذواتنا نتأمل سيرة وجوهنا في الزحام ودملة الجرح في مرآة الغياب .. صحيفة لسنا فيها مع أحد لنكون ضد أحد ، ولسنا في ميدانها .. من الدخلاء أو الطارئين ، صحيفة كلما قرأها وصاب بن مالك أدركته الدهشة ، وان نار وصابين لا تورث رماداً ، بل ضوءاً جئناكم منه بقبس .