رحلتي مع وصاب وعشوائية المنافسة

وصاب العالي نيوز -هلال الحليقي -16-مايو-2010م

بدأت رحلتي في البحث عن وصاب من عند جهاز الكمبيوتر، وشبكة الانترنت، عندما كنت أكتب كلمة وصاب في موقع البحث العالمي الشهير Google" " ولا اعثر على ما يدل عليها باستثناء بعض الكتابات النادرة في بعض الصحف المحلية، فقلت في نفسي لماذا كل هذا الجفاء من أبناء وصاب المنتشرين في أصقاع الأرض و أصحاب المناصب الحكومية وحاملوا الشهادات العليا و رجال الإعمال لمسقط رأسهم وبلاد أجدادهم؟
هل يحرجون من كلمة "وصابي" أم أن المصالح الشخصية طغت على كل تفكيرهم وأنستهم وصاب بكل ما تحمله من جمال في الارض وبؤس في حالة السكان.
فكرت في طريقة جديدة تدخل وصاب إلى عالم الانترنت، كنت أسأل نفسي كيف يمكن لوصاب أن تتواجد بكثافة في كل مواقع البحث العالمية على الشبكة العنكبوتية وكانت أول خطوة أن تسلقت جبال وصاب وسرت في وديانه ألتقط الصور وأجمعها على حاسوبي ونسقت أول مقطع يحتوي على صور من وصاب على الموقع العالمي الشهير اليوتيوب بتاريخ 18 ابريل 2008 فلقي اقبال ورسائل شكر ترسل على بريدي الكتروني مما زادني حماساً، أعجبتني الفكرة وردود أفعالها فقمت باضافة مقاطع أخرى وصور
جديدة وفي العام 2009.
ثم كانت الخطوة الأهم: أطلقت موقعاً رسميا لوصاب العالي على شبكة الانترنت وأسميته وصاب العالي نيوز " أخبار وصاب العالي " وأثريته ببعض المقالات والصور والمعلومات بمساعدة بعض الأصدقاء المتحمسون للفكرة، كان الجهد كبيراً في التصميم وجمع المواد الإعلامية لكنه كان يهون لأجل وصاب العالي، ونسينا التعب بمجرد أن بدأ يأخذ شهرته بين أبناء وصاب وغيرهم، فكثرت رسائل الشكر وتفاعل زوار الموقع وحمدت الله أني حققت شيء لمسقط راسي وصاب .
بعد فترة وجيزة بدأت تظهر مدونات منتديات مجانية ومشاركات في بعض المنتديات تتعلق بوصاب وتاريخ وصاب متضمنة صور ومقالات مكررة ومنشورة في "موقع وصاب العالي نيوز" ولم يكن الإحوان يكلفوا أنفسهم عناء الإشارة إلى المصدر الذي يجمعوا منه المعلومات فضلاً عن قيامهم بأي جهد خاص غير قيامهم بنسخ الصور وبعض المقالات من موقع وصاب العالي نيوز ونسبها إلى أنفسهم حتى أنهم يمسحون حقوق التصوير من على الصور المنسوخة من موقع وصاب العالي نيوز وينسبوها لهم وكذالك مقاطع الفيديو والكتابات التي تتعلق بوصاب ولم يأتوا بشيء ينبع من حبهم لوصاب، غير رغبتهم في تقليد " هلال الحليقي".
كنت سأكون سعيداً لو أنهم قلدوني، وقدموا لوصاب شيئ جديد من ابداعتهم ومن صميم أفكارهم يجذب القارئ والمتصفح . لكنهم لم يفعلوا ذلك، حتى مع وجود إعلان على الموقع بعنوان " شارك من اجل وصاب" لكل من يرغب في المشاركة وعندهم حس الإبداع كما أن الموقع سيحفظ لهم حقوقهم الفكرية والأدبية بذكر اسم كل شخص يقدم عمل الموقع لكن كل هذا لم يجدي.
المشكلة لم تكن في التقليد فحسب، لقد وصل بعضهم لنسب أشياء لنفسه بطريقة مضحكة ومحزنة في الوقت نفسه، مثل ذلك الذي نسخ من على الموقع الإلكتروني صورة كنت التقطها للمجلس "الديوان" الخاص بأحد أقاربي، ثم وضعها في أحد المنتديات مدعياً أنه من قام باتقاط هذه الصورة، وأن ذلك المجلس هو "ديوانه" في وصاب.. ضحكت كثيرا واتصلت بقريبنا المغترب وقلت له ان مجلسك الذي تعبت من اجله وخسرت المال الكثير قد أخذوه منك ..
لماذا كل هذه العشوائية وحب تقليد الآخرين بدون أن نفعل شيئاً جديداً وأذكر مقالاً قرأته للصحافي عبد الفتاح حيدرة بعنوان "لماذا كوت اليمني اكبر من مقاسه " وقد أشار فيه إلى نقطة مهمة عن حب التقليد: يقول: "أننا لا نبحث إلا عن الكوت أو القميص الذي اشتراه الجار أو الصاحب. ألا تلاحظون أننا اليمنيين -أكثر من بقية الشعوب- نقلد الآخرين في مشتر واتهم، أعني أن الكوت الجديد الذي سيظهر به زميل العمل في اليوم الأول سيعمل بقية زملائه على أن يكون لهم الكوت نفسه في الأيام المقبلة، دون أن يكون لذلك علاقة بالموضة، سوى أننا نعفي أنفسنا من مشقة البحث والتجديد والابتكار" لماذا حب التقليد في أبناء وصاب خاصة وفي أبناء اليمن عامة لماذا لا تكون المنافسة بشي جديد مختلف عن الآخرين لماذا أذا عمل جارنا "مقوت" خرجوا كل أبناء القرية مقاوتة وإذا هاجر أحدهم إلى دولة أخرى سعى الآخرين في اللحاق به واذا اشتغل أحدهم في مجال معين حتى في ارض المهجر عمل البقية في نفس المجال حتى لو لو لم يدر عليه هذا المجال الدخل المطلوب.. لماذا نعفي أنفسنا من التجديد وحب الابتكار وتنوع مجالات أعملنا وتطوير أنفسنا وتكون المنافسة في مجالات أخرى تعود علينا بالفائدة؟
لماذا لانتنافس في وصاب بالشيئ المفيد مثل كل شخص يعمل ويطالب بمصلحة عامة مثل وحدة صحية أو مدرسة أو طريق أو مشروع مياه لماذا لانجتمع ونحاسب المجلس المحلي وأمينه العام "مجاهد المصرف " و زبانيته أعضاء المجلس المحلي الذي عفى عليهم الزمن؟
لماذا لانتنافس في عدم دفع أجرة العسكري وحق ابن هادي " المواطن الوصابي والمقهورين في بعض المناطق اليمنيه هم الوحيدين في العالم الذي يدفعون أجرة العسكري" لماذا لانتنافس في التشهير بكل فاسد في وصاب وطرد أي مسؤول فاسد عايش على جباية أبناء وصاب الضعفاء والبسطاء؟
لماذا لانتافس في وصاب في عمل الجمعيات الخيرية ومساعدة الفقراء في هذه المنطقة بدل ما نشترى الجوالين العسل وأغلى أنواع العطور وأثمن الهدايا لننفقها على المسئولين في ذمار وفي وصاب كي يكونوا أداة مسلطة في يدينا نستخدمها في تنفيذ العساكر وسجن وجباية احد الجيران لمجرد إن إحدى غنماته دخلت أطراف مزرعتنا!!
متى يأتي اليوم الذي نعي فيه ونعرف كيف تكون المنافسة وطرق المنافسة و"اللبيب من الإشارة يفهم".