طاووسُ يمني جارَ عليه الزمن

ريشة للأهل ، ريشة للعمل ، ريشة للأصدقاء ، ريشة للأقارب ، ريشة للحياة ، ريشة للظلم والظالمين ، ريشة هنا وهنا وهنا ، حتى بدا الوهن يعتلي كاهله وهو في عنفوان شبابه، وبدا يتحول الى ديك “كرهان حالوه” أخذو تلك الريشات اللطيفة والملونة حتى يزينو مناضددهم بها ، ويكحلو عيناهم بالوانها الزاهية وتركوه هو ينام في العراء “منتف وملعون ابو شيطانوه” ولكن معروف عن الطاووس أنه يمتلك عنفوان غريباً وكبرياء عجيباً ، رغم انه أصبح من الديوك لكنه في الداخل مصر على انه طاووس ، هذا يمنعه من طلب الغطاء من احد ويحجب عن نفسه أخذ العطاء من أحد ، سيقى طاووساً رغم ما جارت عليه الظروف ، لا أظنه سيعود الى حالته ولكن من الداخل سيبقى طاووساً جميلاً، يزين حديقة نفسه ومقتنعاً بما بداخله ، أنظرو الى عيناه انه رغم كل ما يحصل له متثبت بأنه خُلقَ ليبهج الاخرين ويفرحهم، مصر على أنه حتى وان أصبح ديكاً سيبقى يرفرف بجناحاه المنتوفتين ليجلب ولو بضع نسمات من العبير والهواء البارد لمن يشعرون حوله بحر الصيف الان، سيحاول ان يوقظهم كل صباح بصوته الدافئ ، سيموت قريباً الطاووس الديك، وسيوصي من يسمع له ان أجعلو من جلدي غطاء “دربكة” وطبلة ارقصو عليها، وأجعلومن عظام كتفي الأيسر قصبة خط أكتبو فيها أفراحكم وضعو في مؤخرتي عصاً كممسحة الزجاج وأمسحو زجاج نوافذكم كي تستطيعو رؤية الشمس ويكتب في وصيته أيضاً شكرا للديوك المنتوفة مثلي التي تقف بجانبي والدجاجات التي بدأ الحزن يعريها أيضا وتحاول ان تزرع بجلدي كل يوم ريشة من ريشها كي أشعر بأمان وأن أحداً بجانبي
طاووس